قمه التميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيف يتعلم الطفل إنجاز مختلف الواجبات المترتبة عليه

اذهب الى الأسفل

كيف يتعلم الطفل إنجاز مختلف الواجبات المترتبة عليه Empty كيف يتعلم الطفل إنجاز مختلف الواجبات المترتبة عليه

مُساهمة من طرف Admin الخميس يناير 02, 2014 12:51 am

بسم الله الرحمن الرحيم


كيف يتعلم الطفل إنجاز مختلف الواجبات المترتبة عليه؟

الطفل بطبيعته يبدأ في الإحساس بأن ارتداء ملابسه بنفسه، وتنظيف أسنانه والكنس، وترتيب الأشياء ووضعها في محلها هي أعمال مثيرة يقوم بها عادة الكبار الراشدون. فإذا نجح أبواه بإبقاء علاقاتهما به طيبة مع استمرار تقدمه في السن، فإنه يستمتع في حمل الأخشاب ونفض البسط، لأنه يريد أن ينفذ من الأعمال المهمة أكثر، وبالتالي ارضاء امه وابيه. ومع أن معظمنا (بمن في ذلك مؤلف هذا الكتاب) لا يستطيع أن يربي أولاده على خير وجه، بحيث يظفر بتعاونهم طيلة الوقت، إلا أننا اذا استطعنا ان ندرك ان الأطفال يفضّلون ان يكونوا متعاونين، فأغلب الظن ان ننجح في تفادي نظرة الطفل إلى أداء الأعمال المنزلية على انه شيء غير مستحب، شريطة أن لا نكلفهم القيام بها ونحن في حالة الغضب والتوتر والهياج.
على ان هذا لا يعني أن نتوقع من الطفل ان يكون مسؤولاً، دونما حدّ، عن اداء واجباته حتى حين يبلغ الخامسة عشرة. (معظم البالغين أنفسهم يمرون في فترات من انعدام الشعور بالمسؤولية). ومن هنا كان لابد من تذكير الطفل بواجباته، وعليك أيتها الأم ان تتشبثي بالصبر وحاولي ان تجعلي تذكير طفلك بواجباته جزءاً من واجباتك، شريطة أن يتم ذلك بلطف وهدوء وكأنك تخاطبين انساناً بالغاً. فالنكد والشكوى المستمرة، وتصغير شأن الطفل، كل ذلك مما يقتل الشعور بالاعتزاز لدى الطفل عندما يقوم بالأعمال الموكولة اليه. ومن المفيد جداً أن يكلف الطفل اعمالاً يقوم بها بالتعاون مع أعضاء آخرين من الأسرة، ومن شأن ذلك أن يثير حماسته ويجعله يستمتع بعمله ويتعلّق به.
412_ ارتداؤه الثياب. يبدأ الطفل فيما بين السنة الأولى ومنتصف الثانية من العمر بمحاولة خلع ثيابه. (إنه يسحب طرف جوربه نحو بطنه مباشرة، الأمر الذي يجعل الجورب لا يخرج من القدم) وبحلول العام الثاني من العمر يصبح في مقدوره خلع جزء كبير من ثيابه. وهنا يحاول جاهداً ان يعود في الصباح إلى ارتدائها، ولكنه يجد في ذلك صعوبة بالغة. وأغلب الظن أن يحتاج إلى عام آخر قبل أن يبدأ بتعلم ارتداء الألبسة السهلة حسب الأصول، وإلى عام ثان (أي ما بين الرابعة والخامسة من العمر) لانجاز أعمال أصعب مثل فك الأزرار، وربط الأشرطة وفكها، وما شابه ذلك.
أما الفترة التي يكون فيها الطفل بين سن الواحدة والنصف والرابعة من العمر، فإنها تحتاج إلى قدر كبير من اللياقة والمداراة. فإذا حاولت ان تمنعيه من أداء الأعمال التي يستطيع القيام بها، أو حاولت التدخل أكثر مما ينبغي فيما يقوم به من أعمال، فذلك كفيل بإثارة استيائه وغضبه. اما اذا لم توفري له الفرصة لكي يتعلم ما يروقه من الأشياء في السن المناسبة فقد يفقد بذلك الاهتمام والرغبة في القيام بها. واذا انت تركته وشأنه دون مد يد العون له أبداً، فإنه سيفشل في تعلم ارتداء ملابسه، وقد يثبط هذا الفشل من عزيمته. واذن في وسعك ان تساعديه بلباقة في الأعمال التي يستطيع القيام بها. اسحبي مثلاً جوربه قليلاً بحيث يصبح من السهل عليه اتمام عملية خلع جوربه كله من قدمه بسهولة. ضعي مثلاً الثوب الذي يريد ارتداءه بالقرب منه حتى يبدأ بذلك فوراً. حاولي اثارة اهتمامه في القيام بالأعمال السهلة، في الوقت الذي تقومين فيه انت نفسك بالأعمار الصعبة لدى ارتدائه ملابسه، وعندما تجدينه يتخبط مرتبكاً في ارتداء إحدى قطع ثيابه لا تصري على تولي المهمة عنه، بل ساعديه على التغلب على الصعوبات التي يواجهها، بحيث يتمكن من انجاز العمل بنفسه. وحين يحس بأنك معه ولست ضده يزداد تعاونا وإقبالاً على التعلم. ولا شك ان ذلك كله يتطلب قدراً كبيراً من الصبر والقوة والجَلد.
الاحتفاظ بالأشياء جانباً، عندما يكون طفلك صغيراً جداً بحيث لا يستطيع أن يتولى بنفسه اعداد الأشياء ثم الاحتفاظ بها جانباً بعد الفراغ من اللعب بها، يمكنك تدريبه على اداء ذلك من خلال اللعب نفسه، فتثيرين حماسته من حيث لا يشعر، كأن تقولي له "فلنضع القطع المربعة هنا في أكوام كبيرة، والقطع المستطيلة هناك. والسيارات هنا كي تنام الليلة في حظيرتها. ولا يكاد الطفل يبلغ الرابعة أو الخامسة من عمره حتى يصبح من عاداته الراسخة وضع الأشياء في أماكنها فور الانتهاء من اللعب بها وهو إذ يفعل ذلك يفعله مستمتعاً مسروراً. وكثيراً ما يقوم الطفل بذلك كله بمبادرة منه وحده. ولكن اذا كان لا يزال بحاجة إلى التذكير والمساعدة أحياناً، فافعلي ولكن بروح المحبة والمرح.
فإذا قلت لطفل في الثالثة من العمر "والآن ضع أشياءك جانباً" فإنه لا يقبل ذلك بروح طيبة حتى ولو كان يجد متعة في وضعها جانباً. ذلك انك تكونين بذلك قد كلفته أداء عمل لا يطيق طفل في الثالثة من عمره أداءه. فضلاً عن انه ما زال في سن المعاندة.
أما اذا عمدت إلى مساعدته في رفع تلك الأشياء جانباً، فإنك تولدين فيه روحاً طيبة وتعلمينه أداء هذا العمل بهذه الوسيلة التعاونية التي هي أسهل من الدخول معه في مساومات ومناقشات.

Admin
Admin

عدد المساهمات : 432
تاريخ التسجيل : 19/09/2013

https://nesa.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى