قمه التميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كتاب الطفل مازال مهملاً من الحكومات العربية

اذهب الى الأسفل

كتاب الطفل مازال مهملاً من الحكومات العربية Empty كتاب الطفل مازال مهملاً من الحكومات العربية

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء يناير 01, 2014 11:39 pm

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


كتاب الطفل مازال مهملاً من الحكومات العربية

حوار :

يُرجع الاستاذ عبدالتواب يوسف المشهور عالمياً بكتابته للأطفال، بداية ثقافة الطفل إلى أواخر الستينيات، حين أخذت تتشكل أولى الجمعيات والإدارات التي تهتم بالأطفال من خلال الكتاب والمجلة والمسرح والتلفزيون والسينما والاذاعة، واللعبة أيضاً. وان كان الاهتمام بأدب الطفل يخبو احياناً .
ويطفو على السطح أحياناً أخرى، فان الهيئات العاملة بثقافة الطفل وصلت إلى 37 هيئة في مصر: وكذلك الحال في كل الأقطار العربية الأخرى.. وها نحن نشارك في ندوة الكتابة للطفل العربي في دبي.
ـ لقد تحدثت عن بداية ثقافة الطفل، فماذا عن بداية تثقيفه؟
ـ يبدأ تثقيف الطفل وهو لم يولد بعد، يبدأ بتثقيف أمه وأبيه، فليس الأب هو الذي ينمو جسدياً ويصير قادراً على العمل والزواج والانجاب وحسب، الأب الحقيقي يجب ان يدرس معنى الأبوة والتربية، وكيف يحسن تنشئة وتثقيف وتعليم ابنه، وما ينطبق على الأب ينطبق على الأم، وهناك مراكز تعلّم الآباء كيف يثقفون أطفالهم، منتشرة بكثرة في البلدان المتقدمة.
هناك كثير من العلماء يطالبوننا بأن نحكي للطفل قصصاً ونسمعه موسيقى ونحدثه، وهو في بطن أمه تمهيداً ليوم مولده، واطلاقه الصرخة الأولى التي نرد عليها بالآذان في اذنه كي ننبه حواسه ومشاعره، ومن ثم نتابع معه فيما بعد التثقيف والتعليم من خلال المداعبة والحركة والصور والألوان.
وقد نكتشف في هذه البدايات الكثير من الأمور اذا دققنا الاهتمام برضاعة الطفل وحركاته ومشاهداته واهتماماته، ومن المهم ان ننتبه هنا إلى الفرق بين التعليم والتثقيف، وخاصة أننا في الوطن العربي نعتمد على طريقة التلقين، وليس على طريقة البحث والاستقصاء، فمراجعة الدروس مثلاً تنبه ذاكرة الطفل فقط، ونحن لا نريد له هذا فحسب، بل نريد ان يستخدم عقله بكل السبل، بمعنى انه يجب ان يأتي بالمعلومة بنفسه، وهذا هو الأساس الذي يجب ان يستمر معه طوال الحياة.
ثمة مصادر ثقافية متنوعة، يثقف عينيه باللوحات والمناظر الجميلة، ويثقف سمعه بالموسيقا ومشاعره ومداركه من خلال الأدب الذي نكتبه، ومن هنا لابد من التأكيد على مسرح الطفل الذي يجمع كل هذه المصادر من خلال سبعة فنون تتجمع على الخشبة ويتفاعل معها الطفل في وقت واحد.
ـ العلاقة بين البيت والمدرسة في مجتمعنا لا يحددها ناظم أو ينظمها قانون، مع هذا التباين كيف يكون دور كل منهما في تنمية قدرات الأطفال العقلية؟
ـ لقد تحول دور الحضانة في كثير من الأحيان إلى مخازن تضع فيها الامهات ابناءها إلى حين الانتهاء من عملها، في حين يجب ان تكون مسئوليتها الأساسية تنمية قدرات الأطفال الثقافية، ومن جانب آخر هناك آباء يتعجلون في تعليم أبنائهم قبل ان يحين الوقت المناسب، فيحملون الصغار ما يفوق طاقتهم، وما يتجاوز قدراتهم العقلية.
ان الطفل في هذه السن ممتليء بالحيوية والنشاط، وإذا ما ابقيناه طويلاً فوق مقاعد الدرس، ضاق بجلسته، وأصبح أشد حاجة إلى الانطلاق والجري، وربما كره الحضانة والدراسة.. ان التعاون بين المدرسة والبيت لابد منه، وهو مسألة في غاية الدقة والأهمية، فالطفل يقع داخل مربع: البيت، المدرسة، وسائل الإعلام، والمجتمع بشكل عام، ويجب التنسيق بين اضلاع هذا المربع بشكل مدروس، وكل الاطراف عليها تقاسم المسئولية.
ـ نظرة سريعة إلى المكتبات العربية سنجد أنها تعاني من نقص كبير في كتب الأطفال؟ لماذا.. ومن يتحمل المسئولية؟
ـ ما زال الكتاب سيد أدوات المعرفة، وصديق الجميع، لكن مشكلة كتب الأطفال أنها لم تنل اهتمام حكوماتنا العربية، والمؤسسات الرسمية ولم تعمل هذه الحكومات على أن تدرب أطفالها على القراءة، والجهود الفردية لا تحقق الكثير، فكتب الأطفال مكلفة جداً لأنها تحتاج إلى رسومات ملونة وعناية في الخطوط والطباعة.. الخ.
ولو تم بيع الكتاب بسعر التكلفة، سيكون فوق مقدرة الأسر العربية، التي أساساً لا تضع رفوفاً للكتب حين تبني بيوتها.
ـ وماذا عن النقص في اعداد من يكتبون للأطفال؟ هل يعود ذلك إلى صعوبة الابداع في هذا اللون الأدبي؟
ـ يعود سبب النقص إلى أننا بدأنا متأخرين في الاهتمام بهذا الأدب، وكان ذلك على يد أحمد شوقي ومن ثم كامل الكيلاني عام 1927، ومع هذا نشهد هذه الأيام نشاطاً على صعيد الكتابة للأطفال، لكن الذي يبقى هو ان تحتضن هذه الأعمال وزارات التعليم والمدارس، وأجهزة الإعلام، ووزارات الثقافة... من أجل تقديمها بشكل أوسع وأكثف للأطفال.
أما بالنسبة لصعوبة هذا اللون الأدبي، فلا اعتقد ان الصعوبة كبيرة لدرجة ملفتة، لكن قلة الاهتمام بهذا الأدب بشكل عام تجعل المبدعين يخشون الإقدام عليه، اضافة إلى ذلك يحتاج الكتّاب إلى قدرة خاصة للكتابة بأسلوب مشوق وبسيط، جمل قصيرة وكلمات سهلة، فبمفردات قليلة عليك ان تقدم أدباً جميلاً «كيف؟» يجب دراسة الأساليب التي كتب بها الكبار.
وكيف استطاعوا ان يصلوا إلى عقول الأطفال ومشاعرهم، وقدموا للطفل أعمالاً عالمية بمهارة ودقة، عن طريق القدرة على السرد بشكل يجذب الأطفال ويقدم لهم المعرفة والمتعة والفائدة ولو كانت هناك صعوبات في بعض المفاهيم أو الموضوعات، فهناك تجربة سويدية تقدم للأطفال عن طريق سلسلة «حكايات صوفي» أدباً فلسفياً.
ـ ألا يجدر بالكاتب للأطفال ان يكون مطلعاً على علم نفس الطفل؟
ـ علم النفس يضيف للكاتب لكن لا يصنع منه كاتباً، قد ينبهه كي لا يقع في بعض الاخطاء، لكنه لا يقوده إلى امتاع الطفل، ومن المعروف ان كل الأجيال القديمة كتبت للأطفال قبل ان يظهر علم النفس، ومع هذا يجب ان يستفيد الكاتب من كل العلوم المتطورة بشكل متسارع وإلا سبقته الأجيال الصاعدة.
ـ وماذا عن الشكل والبناء القصصي؟ وهل يمكن لقصة ان تصل إلى الأطفال دون رسومات؟
ـ يجب الاهتمام بالشكل والمضمون، وان يكون البناء متماسكاً ومكتمل العناصر، ولا يقل الاهتمام به عن الاهتمام بأي كتاب للكبار.. وبالنسبة للرسومات، هناك تجارب متعددة لقصص بدون رسومات «رولنج وهاري بوتر» تتجاوز 800 صفحة ويقرأها الأطفال بدون صور، لكن الرسومات مهمة جداً، ليس لتزيين الكتب.
بل لجذب الأطفال وتثقيف أعينهم، حيث تعانق الكلمة مع الصورة يؤثر بشكل أفضل على مدارك الطفل واحاسيسه، ويدربه على الاستمتاع باللوحة آنياً ومستقبلاً، والرسوم الناجحة تفعل فعل الكلمة، والرسامون في الوطن العربي ـ بتقديري ـ أفضل من الكتاب، لأن أغلبهم موهوبون، أغلبهم خريجو فنون جميلة يعرفون كيف يرسمون للأطفال بحب ونجاح، وها هم يحوزون باستمرار على أفضل الجوائز العالمية.
ـ أين وصل التواصل مع ثقافات الأطفال الأخرى، وماذا عن ترجمة نصوص لأطفالنا تحاكي بيئات مختلفة؟
ـ نجيب محفوظ لكي يصبح «نجيب محفوظ» كان لابد وان يقرأ الكثير، ولا اعتقد ان معرفته باللغة الألمانية تمكنه من قراءة الآداب الانجليزية والفرنسية والأميركية واللاتينية، إذن لابد من اعتماده على الترجمة، ومن هنا لابد من نقل أكبر كم من آداب الأطفال إلى العربية، لكي يطلع كتّاب الأطفال ـ أولاً ـ على كتب جديدة.
وكتّاب جدد غير اندرسون مثلاً، اضافة إلى اغناء المكتبات العربية بتجارب الشعوب الأخرى، علينا أيضاً ان نسعى إلى ترجمة أعمالنا إلى لغات أجنبية لتكتمل معادلة التثاقف، ويطلع العالم على أعمال أصحاب ألف ليلة وليلة التي استثمرها الغرب استثماراً رهيباً.
ـ يقال ان قصة «صديقي فوق الشجرة» التي ترجمتها عن قصة بعنوان «زبلن»، تضم أشياء كثيرة لا تتناسب مع تعاليمنا وأعرافنا؟
ـ لا أظن ان فيها ملمحاً واحداً يتعارض مع أي شيء من قيمنا.. أنا كاتب إسلامي أصلاً وأعرف قيمنا وتعاليمنا جيداً.
ـ لكن إذا استعرضنا القصة سنجد ان الطفلة وهي في سن العاشرة تتعاطف مع شخص اقتحم منزل العائلة بغيابها، وتتسلل إلى الغرفة في منتصف الليل لتجلس مع صديقها الجديد فوق الشجرة عدة مرات، وتساعده على سرقة الأغراض من منزلها والمنازل الأخرى، وتصر على الصمت تاركة والديها وأهل الحي والشرطة في حيرة من أمرهم بسبب فقدان الطعام والأغراض؟
ـ عفواً، أنا كاتب أعرف قيمنا جيداً، هؤلاء أطفال، وهذه العلاقة بين الطفل والطفلة ليست العلاقة التي في أذهان البعض، الأطفال أصدقاء، وليس بينهم علاقات مشينة، والعلاقات المختلفة تبدأ مع سن المراهقة، وبالنسبة لخطورة السن أي بين العاشرة والثانية عشرة.
لقد ترجمت هذه القصة لأقول ان لدينا مجالاً للكتابة عن بداية المراهقة، وهذه القصة حائزة على جائزة اندرسون العالمية، وكنت شديد اليقظة حين اخترتها، وأرجو ان يعيد من انتقد هذه القصة النظر في الأفكار الواردة فيها.

Admin
Admin

عدد المساهمات : 432
تاريخ التسجيل : 19/09/2013

https://nesa.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى